الأربعاء، 14 مايو 2008

نثار من خاطري

* قد كنت يوما لعبة تلعب بها أيدي الزمان..طفل لا يعي من الخيال شيئ..هو كائن حياته تحركها الأحداث ..وتعبث بها الأفكار التي لا تصدق.. فكرة كنت في أذهان أهلي..كيف سيكون ومتى سيكبر؟ في عجلة كانوا كي يرون مني رجلا قد قضى الزمن على عقدين أو ثلاثة من عمره..رجل يشد به الظهر وتسند إليه مسؤوليات..لم يكونوا على علم أن ذلك إن أفرحهم أتعبني..وإن أتعبهم أسعدني.. لم يكن ببالهم أن ذلك ينقص من عمري أياما ويجر بي إلى القبر سريعا..
..تلك هي الأقدار.. وها هو الزمان سار بما أرادوا..وتلك هي الأقدار تحكم في بسنة الله التي كانت خيالا في أذهانهم.. تلك هي الحياة أكلت من عمري عقدين كاملين..وتلك هي مسؤولية نفسي حملت على كاهلي..لم أعد ذاك الطفل المدلل الذي يأتيه أهله بالحلوى فتسعده..لم أعد ذاك الذي أبلغ أمنياته أن يحمله أباه على عنقه أو يرفع به في الهواء فيضحك ويلعب.. اليوم أنا لست أنا ..أنا بعض مني وبعض من يد الزمان..وكل من حكم القدر..
فهل يا ترى ضاعت العشرون بلا جدوى..هل ما صرت إليه صنعة من الزمن أم صنعة من فكري ..؟ أهي أحلامي وأوهامي التي بنت كياني وشخصيتي.؟ أم هي الأيام والمواقف والحياة؟ هل لو أعيد بي العمر لبدايته سأفعل ما فعلت مما أذكر ومما لا أذكر؟أم سأصنع تاريخا غير التاريخ؟ هل أنت راضية أيتها النفس عن تلك العشرين ؟ أم أن هناك شيئا تتحسرين عليه..؟ أهي سنوات خير أم سنوات كن عجاف؟
..كلها أسئلة تبحث عن إجابة ..إجابة لا يعلمها إلا الله..وقد تعلم منها النفس شيئا لكنها تخفيه ..

تلك سطور من قصتي مع عقدين كاملين.. فهل ما زالت خكاية حياتي في فصولها الأولى أم أن ما أكله الزمان هو كل العمر..؟ هل سأصنع شيئا كنت أحلم به منذ صباي ..أم سيسبق علي القدر أو يلهيني العمر ويحجبني الخور والضعف؟
علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى...

ليست هناك تعليقات: